الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.البلاغة: 1- في قوله: {من ذا الذي يقرض اللّه قرضا حسنا} استعارة تصريحية تبعية، فقد شبّه الإنفاق في سبيل اللّه بإقراضه ثم حذف المشبّه وأبقى المشبه به، والجامع بينهما إعطاء شيء بعوض ومعنى كونه حسنا أي خالصا من شوائب الرياء. أما القرض الذي يدفع إلى الإنسان من المال بشرط ردّ بدله فهو سنّة مؤكدة وقد يجب للمضطر ويحرم على من يستعين به على معصية.2- وفي قوله: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} استعارة تصريحية أصلية. فالنور استعارة عن الهدى والرضوان الذي هم فيه فحذف المشبّه وأبقى المشبّه به.3- وفي قوله: {خالدين فيها} بعد قوله: {بشراكم اليوم} التفات من الخطاب إلى الغيبة، وقد تقدم القول في الالتفات كثيرا.4- وفي قوله: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} فنّان رفيعان أولهما الاستعارة التمثيلية، شبّه بقاء المنافقين في حندس نفاقهم وظلامه بمن ضرب بينهم وبين النور الهادي سور يحجب كل نور، والفن الثاني المقابلة فقد طابق بين باطنه وظاهره وبين الرحمة والعذاب..[سورة الحديد: الآيات 16- 20]: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (19) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (20)}..اللغة: {يَأْنِ} مضارع أنى يأني من باب رمى فهو معتل حذفت منه الياء التي هي لامه للجازم كما يأتي في الإعراب ومعنى أنى إذا جاء إناه أي وقته، وأنشد ابن السكّيت:.الإعراب: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} الهمزة للاستفهام ولم حرف نفي وقلب وجزم و{يأن} فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة و{للذين} متعلقان بمحذوف تقديره أعني، فهي للتبيين، وهذا ما اختاره أبو البقاء ولا داعي له، فيتعلق الجار والمجرور بيأن، وجملة {آمنوا} صلة الموصول لا محل لها و{أن} وما في حيزها فاعل يأن أي ألم يقرب وقت خشوع قلوبهم ويجيء وقته، ومنه قول الشاعر:و{لذكر اللّه} متعلقان بتخشع والواو حرف عطف وما اسم موصول معطوف على ذكر اللّه وجملة {نزل} صلة و{من الحق} متعلقان بمحذوف حال.{وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} الواو حرف عطف و{لا} نافية و{يكونوا} عطف على {تخشع} ويجوز أن تكون {لا} ناهية ويكون ذلك انتقالا إلى نهي المؤمنين عن كونهم مشبهين لمن تقدمهم و{يكونوا} فعل مضارع ناقص والواو اسمها و{كالذين} خبرها وجملة {أوتوا} صلة و{الكتاب} مفعول به ثان و{من قبل} متعلقان بأوتوا، {فطال} عطف على أوتوا و{عليهم} متعلقان بطال و{الأمد} فاعل.{فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ} {فقست قلوبهم} عطف على {فطال عليهم الأمد} {وكثير} مبتدأ و{منهم} صفة لكثير ولذلك ساغ الابتداء به و{فاسقون} خبر {كثير}.{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها} كلام مستأنف مسوق لخطاب المؤمنين المذكورين على طريق الالتفات، و{اعلموا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{أن} وما في حيزها سدّت مسدّ مفعولي {اعلموا} وأن واسمها وجملة {يحيي الأرض} خبر أن والظرف متعلق بيحيي و{موتها} مضاف إليه.{قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} {قد} حرف تحقيق و{بينّا} فعل وفاعل و{لكم} متعلقان ببيّنّا و{الآيات} مفعول ولعلّ واسمها وجملة {تعقلون} خبرها.{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} إن واسمها {والمصدقات} عطف على {المصدقين} {وأقرضوا} عطف على معنى الفعل في {المصدقين} لأن اللام بمعنى الذين واسم الفاعل بمعنى اصدّقوا كأنه قيل إن الذين اصدّقوا وأقرضوا، ولفظ الجلالة مفعول به و{قرضا} مفعول مطلق و{حسنا} نعت و{يضاعف} فعل مضارع مبني للمجهول و{لهم} قائم مقام الفاعل ويجوز أن يكون القائم مقام الفاعل مضمرا يعود على ضمير التصدّق ولا بدّ من حذف مضاف أي ثواب التصدّق، و{لهم} متعلقان بيضاعف والواو عاطفة و{لهم} خبر مقدّم و{أجر} مبتدأ مؤخر و{كريم} نعت.{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} الواو استئنافية و{الذين} مبتدأ وجملة {آمنوا} صلة و{باللّه} متعلقان بآمنوا {ورسله} عطف على (اللّه) و{أولئك} مبتدأ ثان، و{هم} يجوز أن يكون فصلا و{الصدّيقون} خبر {أولئك} و{أولئك} وخبره خبر الأول ويجوز أن يكون {هم} مبتدأ ثالثا و{الصدّيقون} خبر {هم} وهو مع خبره خبر الثاني والثاني وخبره خبر الأول.{وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} يجوز أن تنسق {الشهداء} على ما قبله فالوقف عنده تام، أخبر عن الذين آمنوا أنهم صدّيقون شهداء، ويجوز أن تكون الواو استئنافية و{الشهداء} مبتدأ ولك في خبره وجهان أحدهما أنه الظرف بعده والثاني أنه قوله: {لهم أجرهم} و{لهم} خبر مقدّم و{أجرهم} مبتدأ مؤخر {ونورهم} عطف على {أجرهم} والظرف متعلق بمحذوف حال.{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ} {والذين} مبتدأ وجملة {كفروا} صلة {وكذبوا} عطف على {كفروا} و{بآياتنا} متعلقان بكفروا و{أولئك} مبتدأ و{أصحاب الجحيم} خبره.{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ} كلام مستأنف مسوق لتحقير الدنيا وهوان أمرها، و{اعلموا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل وأن ما في حيزها سدّت مسدّ مفعولي {اعلموا} و{أنما} هنا كافّة ومكفوفة و{الحياة} مبتدأ و{الدنيا} نعت لها و{لعب} خبر {الحياة} وما بعدها منسوق عليها و{بينكم} ظرف متعلق بمحذوف صفة لتفاخر و{في الأموال} نعت لتكاثر.{كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطامًا} الكاف خبر لمبتدأ محذوف أو الجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف أو في موضع نصب حال من معنى ما تقدم أي ثبتت لها هذه الصفات مشبهة بغيث، وجملة {أعجب} نعت لغيث و{الكفّار} مفعول مقدّم لأعجب وهم الزارع و{نباته} فاعل مؤخر {ثم} حرف عطف للترتيب مع التراخي و{يهيج} فعل مضارع مرفوع وفاعله هو يعود إلى النبات أي ييبس وهاج الثلاثي معناه يبس، {فتراه} عطف على {يهيج} وفاعل (تراه) أنت والهاء مفعول به {مصفرّا} حال لأن الرؤية بصرية، {ثم يكون حطاما} عطف على ما تقدم.{وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ} الواو عاطفة و{في الآخرة} خبر مقدّم و{عذاب} مبتدأ مؤخر و{شديد} نعت لعذاب {ومغفرة} عطف على {عذاب} و{من اللّه} صفة لمغفرة {ورضوان} عطف على {مغفرة}، وسيأتي المزيد من أسرار هذا التركيب في باب البلاغة.{وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ} الواو عاطفة و{ما} نافية و{الحياة} مبتدأ و{الدنيا} نعت للحياة و{إلا} أداة حصر والغرور مضاف إليه والإضافة بيانية و{الغرور} بالضم ما اغترّ به الشخص من متاع الدنيا. .البلاغة: 1- الاستعارة التمثيلية: في قوله: {اعلموا أن اللّه يحيي الأرض بعد موتها} استعارة تمثيلية، شبّه تليين القلوب بالذكر والتلاوة بعد قساوتها ونبوّها عن استماع الحق والعمل بأوامره بإحياء الأرض الميتة بالغيث من حيث اشتمال كل واحد منهما على بلوغ الشيء إلى كماله المتوقع بعد خلوّه عنه أو يكون استعارة تمثيلية لإحياء الأموات بأنه شبّه إحياءها بإحياء الأرض الميتة، وأن من قدر على الثاني قادر على الأول فحقّه أن تخشع القلوب لذكره.2- وفي قوله: {كمثل غيث أعجب الكفّار نباته} الآية استعارة تمثيلية أيضا، فهو تمثيل للحياة الدنيا في سرعة انقضائها وقلّة جدواها بحال نبات أنبته الغيث فاستوى وأعجب به الحراث أو الكافرون- على خلاف بين المفسرين- لأن هؤلاء وأولئك أشدّ إعجابا بزينة الحياة الدنيا.3- الطباق: وطابق في قوله: {وفي الآخرة عذاب} بين العذاب، والمغفرة في قوله: {ومغفرة من اللّه ورضوان} ولكنه طباق بين واحد وشيئين فهو من باب لن يغلب عسر يسرين وسيأتي تفصيله في سورة الانشراح..[سورة الحديد: الآيات 21- 25]: {سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24) لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}..الإعراب: {سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} كلام مستأنف مسوق لبيان أسباب وذرائع المفاخرة الحقيقية التي يصحّ التفاخر بها، و{سابقوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{إلى مغفرة} متعلقان بسابقوا و{من ربكم} نعت لمغفرة.{وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} {وجنة} عطف على {مغفرة} و{عرضها} مبتدأ و{كعرض السموات} خبر والجملة نعت لجنة {والأرض} عطف على {السموات} و{أعدّت} فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل المستتر تقديره هي والجملة نعت ثان لجنة ويجوز أن تكون مستأنفة و{للذين} متعلقان بأعدّت وجملة {آمنوا} صلة للموصول لا محل لها و{باللّه} متعلقان بآمنوا {ورسله} عطف على باللّه.{ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} {ذلك} مبتدأ و{فضل اللّه} خبر وجملة {يؤتيه} في محل نصب حال و{يؤتيه} فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به و{من} اسم موصول في محل نصب مفعول ثان وجملة {يشاء} صلة {من} {واللّه} مبتدأ و{ذو الفضل العظيم} خبر.{ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها} {ما} نافية و{أصاب} فعل ماض، و{من مصيبة}: {من} حرف جر زائد و{مصيبة} مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل {أصاب} وذكر الفعل لأن تأنيث المصيبة مجازي، و{في الأرض} نعت لمصيبة أو متعلقان بأصاب أو بنفس {مصيبة}، {ولا في أنفسكم} عطف على {في الأرض} و{إلا} أداة حصر و{في كتاب} حال من {مصيبة} لتخصصها بالوصف أو بالعمل إذا علق في الأرض بها أو بمحذوف تقديره إلا هي كائنة في كتاب فهو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف و{من قبل} متعلقان بما تعلق به قوله: {في كتاب} أي إلا ثابتة في كتاب من قبل أن نبرأها، و{نبرأها} فعل مضارع منصوب بأن والفاعل مستتر يعود على اللّه تعالى والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به وهو يعود على المصيبة وقيل على الأنفس وقيل على الأرض وأن وما في حيزها في محل جر بإضافة الظرف إليها والجملة في محل جر صفة لكتاب والضمير في {نبرأها} عائد إلى المصيبة أو إلى الأنفس أو إلى الأرض أو إلى جميع ذلك ومعنى {نبرأها} نخلقها.{إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} إن واسمها و{على اللّه} متعلقان بيسير و{يسير} خبر {إن}.{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ} اللام حرف جر وكي حرف مصدري بمنزلة أن وليست للتعليل لأنها لو كانت كذلك لم يدخل عليها حرف تعليل آخر ولا نافية و{تأسوا} فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل وأصله تأسيون تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار تأساون فالتقى ساكنان الألف والواو التي هي الفاعل فحذفت الألف لالتقاء الساكنين.وفي المصباح: وأسي أسى من باب تعب حزن فهو أسي على فعيل مثل حزين.واللام الجارّة وما في حيزها متعلقان بمحذوف تقديره: وأعلمناكم أو أخبرناكم وقدّره بعضهم اختبرناكم، والواو حرف عطف و{لا} نافية و{تفرحوا} عطف على {تحزنوا} وبما متعلقان بتفرحوا وجملة {آتاكم} صلة ومتعلق {فاتكم} و{آتاكم} محذوف تقديره من النعم.{وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ} {واللّه} مبتدأ وجملة {لا يحبّ} خبر و{كل مختال} مفعول به و{فخور} نعت.{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} {الذين} بدل من قوله: {كل مختال فخور} كأنه قال: لا يحبّ الذين يبخلون ويجوز أن يكون محله رفعا على الابتداء ويكون خبره محذوفا والتقدير فإنهم يستحقون العذاب ويصحّ أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي هم الذين أو منصوبا على الذم بفعل محذوف تقديره أذمّ وهذه الأوجه كلها متساوية في الترجيح وجملة {يبخلون} صلة الموصول لا محل لها {ويأمرون} عطف على {يبخلون} و{الناس} مفعول به و{بالبخل} متعلقان بيأمرون. واستبعد بعضهم البدلية والوصفية وجعله كاملا مستأنفا لا تعلق له بما قبله.{وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} الواو استئنافية و{من} اسم شرط جازم مبتدأ و{يتولّ} فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلّة والفاء رابطة لجواب الشرط لوقوعه جملة اسمية وإن واسمها وهو ضمير فصل وفي قراءة بسقوطه مما يرجح كونه فعلا لا مبتدأ و{الغني} خبر إن و{الحميد} خبر ثان والجملة في محل جزم جواب الشرط.{لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ} اللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق و{أرسلنا} فعل وفاعل و{رسلنا} مفعول به و{بالبيّنات} حال والجملة استئنافية.{وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} {وأنزلنا} عطف على {أرسلنا} و{معهم} ظرف مكان متعلق بمحذوف حال أي وأنزلنا الكتاب حال كونه آئلا وصائرا لأن يكون معهم إذا وصل إليهم في الأرض، و{الكتاب} مفعول به {والميزان} عطف على {الكتاب} واللام للتعليل ويقوم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و{بالقسط} أي بالعدل متعلقان بمحذوف حال أي قاسطين عادلين، ولك أن تعلقه بيقوم واللام ومجرورها متعلقان بأرسلنا وأنزلنا لأنها علّة الإرسال والإنزال.
|